يا عبد التواب..
شعرك شاب.
شعرك شاب يا عبد التواب
وأديك يا حلو.. ماعدتش قدامك نفسك أو قدّام الخلق..
شباب.
أنا أول شعرة شبت ف راسك
أديني بتكلم.
الشاب بيرحل منك.. والشايب واقف يتسلم.
العمر الأخضر طاب يا عبد التواب.
طول عمرك بتأجل.. بتأجل.ز بتأجل.
أجلت الصدق لبكرة و أديك شبت وإنت كداب.
أجلت التعليم وادي شعرك شاب وانت مارحت الكتّاب
ولا بتفك الخط .. ولا تخطه. ولا تفر كتاب.
شعرك شاب يا عبد التواب
اللي شعره شاب
يبقى جسمه شاب
يبقى قلبه شاب
إبكى وقول ارجع يا شباب.
إبكى.. يا عبد التواب.
أجلت العمر لبكره واديك لسه واقف ع الباب.
أجلت الإخلاص .. التضحية .. الود ..
واديك نصاب.
أجلت الحب لبكره واديك شبت.
ولا فيش حواليك أصحاب.
ياللي عاوز يقرا كتاب عن راجل أجل عمره.. لحد العمر ما غاب
يقرا عبد التواب.
عبد التواب اللي خيب عمره بالتأجيل لحد ما خاب.
ده العمر سنين ودقايق وعمل وحساب.
فيه شىء سبته للشمس وللمطر – سنة واتنين – إلا ما داب؟.
جاوب يا عبد التواب.
الشعرة البيضا الواقفة على راسك. فاضحاك..
بتقوّق زي غراب وسط الأحباب والأغراب.
إتبعتر عمرك من إيدك
زي حبوب العقد المقطوع.
ايشى ضاع منك فى الطين..
واشي غاب في تراب.
وإذا دلوقتي تجري ورا عمرك.. إجري..
ما عادشي عمرك إلاّ سراب.
سامعني يا عبد التواب؟
الشعرة البيضة الأولانية بتتكلم من على راس عبد التواب:
" اللي ف باله حلم
يقوم دلوقتي يحققه .. إلاّ بكره ده كداب.
وكمان كداب اللي يقول بكرة ..
لإنه ف بكرة شعر الإنسان بيشب
زي ما شاب ..
شعر الراجل ده اللي باكلمكم من على راسه..
عبد التواب ".
إمضاء
الشعرة الشايبة الأولانية
ف راس عبد التواب
من عبد التواب
إلى الشعرة الشايبة.
فضحتيني ..
في وسط الناس فضحتيني.
كسفتيني.. خزيتيني..
وطلعتيني من توبى
يا شعرة بيضا
يا نهاية شبابي وابتدا شيبي
دبحتيني وقتلتيني.
وودّيتيني.. جبتيني.
ومن كدبي ومن زيفي نزعتيني.
وعريان الجسد والراس في وسط الناس رميتيني.
أنا الكداب .. أنا النصّاب.
أنا الواقف هناك لسة أمام الباب.
وكان لي حلم زي الناس.
مامدّيتشي الخطاوي في سكته الصعبة.. عشان يبقى.
مافضيلتش سير واشقى.. عشان الحلم يتحقق.
عشان يبقى وانا أبقى.
فضلت العمر ع الطرقة.
أزيّن بالخداع للنفس عجزي – وف عيون الناس – وكان بدي أكون وبقيت
لكن غير اللي أنا اتمنيت !!
ومرقت تحت منى سنيني تسخر مني وتعدي.
سحاب ضايع
لا بيمطّر .. ولا يندّي
لحد ما مات في أرض القلب
سبلي .. وحنّتي .. ووردي.
وطفى الكدب حلمى ونار شبابي الحي.
واديني عشت ميت حي.
بدال ما أشد عمري .. شدني .. وطواني تحته طي.
ياما ارخص عمرك اللي بديته
كدب وزور .. يا عب التواب.
قلبته .. وعشت في نهايته من المبدا
كإن العمر .. كان عندك قضا مدّة.
وكانت الناس بتتغير قصادك كل يوم .. وتكون .. تقول بكرة.
وفات في عماك يا "عب تواب" ميتين بكرة
ماحبيتش اللي كان لازم أحبه ولا كرهت اللي لا بدّ اكره.
فضحتيني يا شعرة بيضا .. بتنادي
ككرباج ف ايد جلادي.
كبرت وشخت
ومات الحلم في صوابعي الضعاف اللّيف
واديني ببص ع الجايّ المخيف الهوّ.
يا أهل التل والوادي
بانادي إسمعوا ندايا
خدوها مني أنا .. أرحم ما تزعقهالكو شعراية
إذا كان فيه هدف ليكم
ما تتتاوبوش في أيامكم ولا تناموش لياليكم
لإن البكره ده مش جي.
لأن البكرة هو اليوم وامبارح
وإذا امبارح وقع منكم .. ماهوش طارح..
على شجر النهاردة .. غد ..
عبد التواب
